مملكة البيئة- رؤية الأمير محمد بن سلمان لقيادة الاستدامة العالمية.

المؤلف: محمد شايع الشايع10.02.2025
مملكة البيئة- رؤية الأمير محمد بن سلمان لقيادة الاستدامة العالمية.

في ثنايا التاريخ، تتلألأ أسماء قادة عظماء، قادوا الأمم نحو النصر، وشيّدوا الحضارات الخالدة. غير أنَّ العظماء الحقيقيين هم أولئك الذين أحدثوا تحولات جذرية في خضمِّ التنافس المحتدم في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية. وفي طليعة هؤلاء القادة الاستثنائيين، يبرزُ سمو ولي العهد، كقائد نهضة بيئية، وداعم قوي لأنظمتها وقوانينها، وحامٍ للريادة الفكرية، قائد استطاع بحنكته أن يغير قواعد اللعبة على الساحة العالمية، وأن يوجه البوصلة نحو المملكة العربية السعودية، تلك الدولة التي تتقدم بخطى ثابتة ورؤية واضحة، مسجلةً كل يوم إنجازًا بيئيًا وتميزًا دوليًا فريدًا. فالمملكة، ليست مجرد دولة نفطية، بل هي مملكة البيئة والأصالة والحداثة، وقائدة الشرق الأوسط الأخضر، ولها إسهامات بارزة في إحياء القهوة السعودية، وتوثيق النباتات الصحراوية النادرة ذات الخصائص الطبية والعطرية. لقد أضحى الصوت السعودي مسموعًا ومؤثرًا، بل وصانعًا للقرار في السياسة والاقتصاد والبيئة على مستوى العالم، فتحولت المملكة من دور المتلقي والمساند إلى دور الفاعل والقدوة في المجال البيئي، ومن دور المحاكاة والتقليد إلى دور الصانع المحرك. تشهد المملكة العربية السعودية خطوات سباقة وشهرة عالمية ومكانة دولية رفيعة في الاهتمام بقضايا البيئة، لا سيما في مجالات الحفاظ على الطبيعة، ومكافحة التصحر، وتنمية الحياة البرية والبحرية، وإنشاء المحميات الطبيعية، فضلاً عن تشجيع البحوث العالمية ودعمها لتعزيز التنوع الأحيائي والحفاظ على الحيوانات والنباتات النادرة المهددة بالانقراض عالميًا. ولم يقتصر الأمر على الدراسات النظرية، بل تجسد على أرض الواقع من خلال رؤية المها والنمر العربي وأبقار البحر والسلاحف الخضراء، وكافة النباتات والكائنات الصحراوية النادرة والمهددة بالانقراض في شبه الجزيرة العربية، وذلك بفضل البرامج التطبيقية المتقدمة التي تستخدم أحدث التقنيات لتكاثر الكائنات والطيور البرية، كالحباري والصقور. كل هذه الجهود الجبارة، أسهمت في تحقيق تقدير دولي وعالمي غير مسبوق للمملكة، وتجسد ذلك في اختيار الرياض عاصمة للبيئة العالمية الجديدة، وفي استضافة اجتماع دول الأطراف Cup16 والمعرض المصاحب له، مما يؤكد الدور الريادي المتميز للمملكة وقيادتها الرشيدة. إن فكرة نيوم وذا لاين ليست مجرد نزوة أو مشروعًا مؤقتًا، بل هي استراتيجية شاملة لحياة أفضل على أرض المملكة العربية السعودية والعالم أجمع. إنه واقع التغيير الذي يعيشه الجميع، ورسالة جلية من "رجل البيئة الأول"، ولي العهد السعودي الأمير الشاب، الذي أطلقها في النسخة الأولى للمنتدى السنوي لمبادرة السعودية الخضراء في الرياض، والذي يهدف إلى إطلاق مبادرات بيئية جديدة للمملكة. وقد تم إطلاق الحزمة الأولى من المبادرات النوعية في المملكة لتكون بمثابة خارطة طريق لحماية البيئة ومواجهة تحديات التغير المناخي، والتي من شأنها المساهمة في تحقيق الأهداف الطموحة لمبادرة السعودية الخضراء والشرق الأوسط الأخضر، بالإضافة إلى دعم ومشاركة التعهدات العالمية لأجل المناخ وتحسين البيئة وتخفيض الانبعاثات الكربونية. تستهدف المبادرات زراعة ما يزيد على 11 مليار شجرة، وإعادة تأهيل ملايين الهكتارات من الأراضي المتدهورة، وهو ما يمثل تنمية حقيقية يقودها ولي العهد من خلال دعم الإنسان السعودي والحفاظ على الأرض التي يعيش عليها، لتكون من أكثر الأراضي صحة ونقاء واستدامة. وهذا يؤكد أن هذا الأمير الشاب الطموح قد أدرك أن حماية البيئة تعتبر من أهم الأولويات، بل هي ضرورة ملحة لا بد منها، ويتحتم العمل عليها على مستوى الفرد والمجتمع والدولة، بل والعالم أجمع، إذ إن حمايتها من الأمور المتعلقة بسلامة واستدامة الحياة على كوكب الأرض. لم تكن الرؤية السعودية 2030 مجرد شعارات، بل هي تحدٍ صارخ قاده ولي العهد، ووضع حماية البيئة في صميم أركانها وأولوياتها، انطلاقًا من مفهوم أن الاستدامة البيئية والرقي المجتمعي ينسجمان مع الرؤية الاقتصادية، وتحقيق أهداف التنمية المستدامة. فالقائد الملهم لم يكتفِ بإعلان المحميات، والتعهد بحماية 30% من أراضي الوطن البرية والبحرية، بل دعم إنشاء نظام أمني متكامل متخصص بالأمن البيئي تحت مظلة وزارة الداخلية، مدعومًا بقوة ولي العهد، لتأمين الشجرة من القطع، والكائن الفطري من القتل، والمسؤول من خشية الفشل. اليوم، نستطيع أن نؤكد بكل ثقة ويقين أن السعودية والأجيال القادمة ستجني ثمار غرس بطل البيئة وعرّابها، الأمير محمد بن سلمان، وفق رؤية الوطن الثاقبة في المجال البيئي، والتي ستجعل من بلادنا نموذجًا عالميًا فريدًا في استدامة البيئة وحمايتها، وهو ما شهدت به المؤسسات البيئية العالمية المانحة للشهادات والجوائز، وستأتي الجوائز بأنواعها طائعة ومفتخرة بمنحها لوطننا الغالي. إن سمو ولي العهد يستحق أرفع الجوائز العالمية التي تمنح لقادة التغيير البارزين الذين كان لأعمالهم تأثير ملموس على البيئة واستدامتها. وفقه الله وحفظه وسدد خطاه لخدمة وطنه وأمته والعالم أجمع.

سياسة الخصوصية

© 2025 جميع الحقوق محفوظة